موطن مزيف
ـــــــــــــــــــــ
لامَوْطِناً لي سِوى التَّغْريبُ والشَـــــجَنُ
هَديـــــلُ اَوْراقِيَ البَكْمـــــاءُ والحَـــــزَنُ
ويَذْهَبُ العُمْرُ هَدْراً مِثْلَمـــــــا ذَهَبَـــــتْ
بِظُنَّةِ الكُسَعِـــــــيَّ السَهْمُ والشَّـــــــــدَنُ
لاطاقَـــــةً لي ولاأَحْتــــــالُ غايَتُهــــــــا
هِيَ الحيــــــاةُ سَرابٌ مابهــــا أَمَــــــــنُ
وإِنْ أَمِنْتَ لها يَـــــومــــاً سَتَخْبِرُهــــــــا
وقد شَــــمَمْتَ لها من ريحِهــــــا عَفَــــنُ
وقد عَبَدْتَ بها من غيــــــــر مَعْرِفَـــــــةٍ
وقد سَـــــجَدْتَ لها من مِثْلِهـــــا وَثَــــنُ
ضاعت مَســاعِيكَ في حُمْقٍ وفي عَنَـتٍ
وكُنْتَ تَحْسَبُها في رِبْحِهـــــا الثَمَــــــــنُ
وقد أَضَعْــــتَ بها حِينـــــاً تُـثَمِّـنُـــــــــهُ
وتـــــاهَ فيكَ مَكــــــانٌ ما لــــــه زَمَــــنُ
وتَحْتَــــويكَ بأَحْــــــلامٍ تُؤَمِّلُهــــــــــــــا
وتَزْدَريـــــكَ بغايـــــــاتٍ بهــــــــا وَعَـــنُ
وماكَســــِبْتَ من الأَوْزارِ تَحْمِلُهــــــــــــــا
وقد لَهَثْـــــتَ بأَحْمــــــــالٍ بها وَهــــــــَنُ
لاتَجْتَبيــــــكَ سِوَیٰ التَّقْــــوَیٰ تَفُــــوزُ بها
ومن صِفـــاتِكَ فيها الحــــاذِقُ الفَطِــــــنُ
الشاعر المعري
عدنان حميمص